/9/2009
أجمع عدد من خبراء الكرة المصرية على أن فرص المنتخب المصري في التأهل لنهائيات كأس العالم المزمع إقامتها في جنوب إفريقيا صيف العام المقبل، ما زالت مواتية تماماً، وإن لم يخفوا حقيقة اقتراب المنتخب الجزائري من خطف بطاقة الترشح وتفويت الحلم على الفراعنة في بلوغ البطولة العالمية للمرة الثالثة في تاريخه.
من جانبه، أكد كابتن علي أبو جريشة، نجم مصر والنادي الإسماعيلي الأسبق أن :" حظوظ المنتخب المصري في التأهل مازالت قائمة، فالكرة ما زالت في الملعب، ومن يستحق التأهل عليه أن يقاتل للظفر في النهاية بالتذكرة المونديالية". ثم ينتقل بالحديث ليشيد بالمنتخب التونسي، قائلا ً إنه الأقرب بالفعل الآن إلى حجز بطاقة الترشح رغم المنافسة الشرسة التي يجابهها من المنتخب النيجيري، فهو يمتلك ثماني نقاط، ويبتعد بفارق نقطتين، عن أقرب ملاحقيه وهو منتخب نيجيريا، وهو قادر على بلوغ المونديال خلال مباراتيه القادمتين أمام كينيا وموزمبيق.
قراء إيلاف متخوفون من مسيرة العرب نحو المونديال
ملف العيد سيخصص لمنتخبات العرب المرشحة للمونديال
وبنظرة واقعية متعقلة، لم يخف الإعلامي كريم حسن شحاتة، نجل المدير الفني للمنتخب الوطني، حقيقة صعوبة الموقف على منتخب مصر، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه يرى أن حظوظ المنتخب الجزائري أعلى من حظوظ منتخب مصر في التأهل إلى كأس العالم. ومع هذا، فقد أكد أن فرصة الفراعنة في التأهل ما زالت قائمة وبقوة، وفي متناول اللاعبين أنفسهم، وتمنى أن ينجح الفريق في مواصلة المشوار بالفوز أولا ً على زامبيا في المباراة المقبلة ومن ثم الفوز على الجزائر في القاهرة والوصول إلى المونديال، على غرار سيناريو وصول الفراعنة إلى كأس العالم في إيطاليا عام 1990 عبر بوابة الجزائر أيضاً. وبالنسبة إلى المرحلة المقبلة، يرى كريم أن الجزائر – وعلى عكس توقعات كثيرين – لن تتمكن من الفوز على رواندا، وأن مصر، إن لم تفز على زامبيا في المرحلة المقبلة، فلن تكون بطاقة التأهل من حقها آنذاك.
وعن حظوظ منتخب تونس، يرى كريم أنه أكثر المنتخبات العربية قربا لحجز بطاقة التأهل للمونديال، "حيث يتبقى لديه مباراتين أمام كينيا في تونس وخارج ملعبها في الجولة الأخيرة أمام موزمبيق التي انتهت آمالها بالفعل. وهو ما يزيد من آمال ترشحه بشكل كبير على حساب المنتخب النيجيري خاصة ً بعد أن أهدر نقطتين ثمينتين من تعادله مؤخرا ً على ملعبه وبين جماهيره أمام نسور قرطاج بنتيجة هدفين لهدفين.
ويرى كريم أيضا ً أن حظوظ المنتخب المغربي باتت ضعيفة، إن لم تكن معدومة، خاصة ً وأنه يتذيل مجموعته. ويشير إلى أن ما تبقى للمغاربة الآن، ويمكنهم أن يلعبوا من أجله، هو تحقيق نتائج إيجابية في اللقاءين المقبلين سعيا ً وراء التأهل لبطولة أمم إفريقيا في أنغولا 2010. وبالنسبة إلى التصفيات الآسيوية أشاد كريم كثيرا ً بمنتخب البحرين، لافتا ً إلى ما يتميز به من أداء ومستوى فني راق، ظهرا جليا ً خلال مباراته الأخيرة أمام المنتخب السعودي، ويرى أنه فريق قوي يمتلك جرأة هجومية وحماسة تؤهله لخطف بطاقة التأهل من المنتخب النيوزيلندي خلال المباراة الفاصلة بينهما.
ويرى فاروق جعفر، نجم مصر ونادي الزمالك السابق، والمدير الفني الحالي لفريق طلائع الجيش المصري أن الحظوظ ما زالت قائمة بالنسبة إلى منتخب مصر، وإن كان الأمل أكبر لفريق الجزائر، الذي يتصدر المجموعة دون أن يذوق طعم الهزيمة حتى الآن. وعن رأيه بحظوظ المنتخبين التونسي والمغربي، أشار جعفر إلى أن تونس تمتلك حظوظا ً أوفر نسبيا ً عن منتخب نيجيريا، وتوقع بلوغ نجوم المنتخب التونسي إلى المونديال، في حين رأى أن المنتخب المغربي أنهى بيده أحلام بلوغ المونديال نتيجة لتراجع مستواه خلال الآونة الأخيرة.
أ. كمال عبد الخالق، المشرف على التحرير في جريدة "الكورة اليوم" اليومية، يرى أن مصر وضعت نفسها في مأزق خطر، قائلا ًَ :" إن الفراعنة باتوا بحاجة لمعجزة من السماء كي يتمكنوا من التأهل، بعد أن باتت بطاقة الترشح شبه محسومة بنسبة تزيد عن الـ 99 % لصالح الجزائريين". وعن المرحلتين المتبقيتين، يرى أ. كمال أن مصر ستخوضهما تحت عبء ضغوط نفسية ومعنوية كبيرة، فيما أشار إلى أن الجزائر هي من ستصعد لأنها تستحق للعديد من الأسباب، التي يأتي على رأسها، امتلاك فريقها لـ 14 محترفا ً، بينما لا يوجد محترف واحد في صفوف المنتخب المصري.
وبالنسبة إلى رأيه في مجموعة المنتخب التونسي، فيشير أ. كمال إلى أن حظوظ التوانسة أوفر، وأنهم الأقرب بفضل ما يمتلكونه من حمية وحماسة وخبرة كبيرة في المباريات الدولية، تضمن لها المحافظة على خطف بطاقة التأهل من المنتخب النيجيري. ويرى أن حظوظ تأهل التوانسة تزيد بنسبة عن الـ 95 % وأنها لن تفرط في الفرصة وستتمكن من الحفاظ على فارق النقطتين مع نيجيريا خلال المرحلتين القادمتين. في حين يرى أن حظوظ المغرب قد انتهت تماما ً، وتمنى كذلك التوفيق لمنتخب البحرين في مباراته الفاصلة أمام نيوزيلندا لتفوز بشرف اللعب بالعرس المونديالي تكليلا ً للنهضة الرياضية التي تشهدها المملكة في مجالات رياضية عديدة.
أحمد الدرملي، الناقد الرياضي والصحافي في جريدة النبأ الأسبوعية، يرى أن الجزائر أقرب من الناحية النظرية للتأهل، لكنه أبقى في الوقت ذاته على حظوظ مصر في التأهل أيضا ً، ورأى أن الفرصة ما زالت مواتية، ويمكن تقاسمها مناصفة ً بنسبة 50 % إلى 50 % بين مصر والجزائر قبيل المرحلتين الأخيرتين من التصفيات. ويختلف الدرملي مع من يقول إن رواندا ستكون فريسة سهلة للمنتخب الجزائري، معللا ً ذلك بأن الجزائر لم تخسر في مشوارها أي نقاط إلا أمام رواندا في بداية مشوار التصفيات. في حين يرى أن المنتخب التونسي هو الأقرب للترشح للمونديال على حساب المنتخب النيجيري لسهولة المباراتين المتبقيتين له بالتصفيات، أولا ً على أرضه أمام كينيا وأخيرا أمام موزمبيق الضعيفة خارج القواعد. أما المنتخب المغربي، فيرى أن حظوظه باتت معدومة بعد تذيله لجدول ترتيب المجموعة إثر تعادله الأخير – وفي الثواني الأخيرة – أمام مضيفته توغو بنتيجة 1 – 1. وتمنى الدرملي في النهاية أن يحقق المنتخب البحريني الفوز على حساب نظيره النيوزيلندي في المباراة الفاصلة التي ستحدد المنتخب المتأهل منهما لنهائيات كأس العالم جنوب إفريقيا العام المقبل.
بينما خالفه في الرأي الصحافي والناقد الرياضي أحمد عوض، بإشارته إلى تزايد حظوظ المنتخب الجزائري من الناحية العملية إلى المونديال أكثر من حظوظ المنتخب المصري، قائلا ً :" إنه وبالنظر إلى حساب النقاط، يبقى بصيص من الأمل لمنتخب الفراعنة الذي أبقى على حظوظه بفوز ثمين على منتخب رواندا بهدف نظيف في الجولة الرابعة من التصفيات خارج قواعده وفي ظل نقص عددي كبير في الفريق. لكن من الناحية النظرية، يزداد الموقف صعوبة على أبناء النيل، خاصة ً وأنهم مقبلون على موقعة كبرى في لوساكا أمام غريم نجح في انتزاع التعادل معه في بداية مشوار التصفيات في استاد القاهرة الدولي، ومن ثم أمام الجزائر المتصدر في المرحلة السادسة والأخيرة في القاهرة، وعليه، فلا يمكن إنكار حقيقة اقتراب الجزائر بنسبة أكبر من مصر من الترشح للمونديال".
هذا وقد تباينت الجماهير المصرية في التعبير عما يجيش بداخلها من مشاعر مختلطة بين اليأس والرجاء، والتحصُر أيضا ً على اللبن المسكوب. يقول أحمد محمد السيد، محاسب :" لقد ضيّع منتخب مصر هذه المرة فرصة ذهبية في سبيل التأهل للمونديال. ويبدو أنه سيتعين علينا الانتظار لمدة أربعة أعوام جديدة حتى نحلم مرة أخرى بالصعود واللعب في كأس العالم". في حين قال عادل محمود، مدرس لغة إنكليزية :" حقيقة ً، لا أجد ما أقوله عن لاعبي منتخب مصر في هذه التصفيات، فالكل كان خلفهم، والدعم كان متوافرا لهم على أعلى المستويات، وروح التفاؤل كانت مغروزة في نفوس المصريين هذه المرة أكثر من ذي قبل بسبب سهولة القرعة، لكن "فصول المصريين البايخة" دائما ً ما تعكر صفو أي حلم، خاصة ً إن كان مقترنا ً بالمونديال العالمي".
فيما رأت ليلي فاروق، ربة منزل، أن الكرة ما زالت في الملعب، وأن فرص المصريين في التأهل ما زالت باقية. ورغم اعترافها بصعوبة الموقف، إلا أنها أعربت عن كامل ثقتها في نجوم المنتخب المصري وجهازه الفني بقيادة الكابتن حسن شحاتة. وهو الرأي الذي شاركها فيه مصطفي عبد المنعم، موظف، بقوله إن الفراعنة ما زالوا قادرين على المنافسة ومزاحمة المنتخب الجزائري في الترشح للمونديال، وشدد عبد المنعم هنا على أن المصريين معروفون بالثبات والجدية وقت الشدة. ورغم تلك النبرة التفاؤلية التي طغت على البعض، إلا أن التشاؤم كان حاضرا ً وبقوة أيضا ً، حيث استبعد عدد كبير آخر من المتابعين إمكانية وصول الفراعنة إلى البطولة العالمية، خاصة ً بعد أن تمكن المنتخب الجزائري من قطع خطوات حاسمة على طريق الترشح.
وفي غضون ذلك، اتفقت أغلبية الجماهير المصرية، التي استطلعت "إيلاف" آراءها، على أن تونس هي أقرب المنتخبات العربية بالفعل للتأهل للمونديال، وأن المغرب قد ضلّ طريقه إلى جوهانسبيرغ بعد الأداء المخيب الذي ظهر عليه منذ انطلاق التصفيات وإلى الآن، وعبروا في النهاية عن تمنياتهم بالفوز للمنتخب البحريني خلال لقائه المرتقب أمام نظيره النيوزيلندي لتحديد الفريق الذي سيحجز تلك البطاقة إلى جنوب إفريقيا.